محامي في الاهمال الطبي يشرح عن تزوير سجلات طبيه
للأسف، تزوير سجل طبي هو ظاهره منتشرة الى حد كبير في المؤسسات الطبية، الأطباء ونحن نوجهها دائما في المحاكم بعد تقديم دعوى إهمال طبي.
هدف السجل الطبي هو وصف دقيق لحالة متلقي العلاج، العلاجات التي تلقاها، الفحوصات التي قام بها، التحسُّن او التراجع في حالته وايضا للحفاظ على توالي معلومات العلاج. أضف الى ذلك، يُستعمل السجل الطبي (المدونة الطبية) كدليل/إثبات في المحكمة في حاله تقديم دعوى.
عندما لا يُكشف حدوث تزوير في السجل الطبي، تتأسّس كل الحقائق بعد ذلك على عرض زائف (מצג שווא). لذا, عندما يقوم شخص بتغيير الحقائق عن طريق تغيير السجل الطبي وينتج عن ذلك صورة واقع غير صحيحه، من الممكن ان تُرفض الدعوى المقدّمة.
من الصحيح ان الأطباء والطاقم الطبي يعملون تحت الضغط ولا يسعفهم الوقت ان يسجلوا في المدونة الطبية في الوقت المناسب, واحياناً يضطروّن لاستعمال التسجيل في وقت لاحق, في مرحله متأخرة ومن الصحيح انه من الأهم الاهتمام بمعالجة الشخص, وخاصة في حالات الطوارئ, عن ان يكتبوا في المدوّنه الطبية التابعة له, لكن بالرغم من هذا, هنالك معايير تدرَّس في كليات الطب, ويوجد لوزارة الصحة اجراءات وتعليمات في موضوع السجل الطبي التي تُملي على الطاقم الطبي ما هو مسموح وما هو ممنوع.
ممكن تأجيل التسجيل في المدونة الطبية نصف ساعة او حتى ساعه – ساعتين لكن عندما يدور الحديث عن تسجيل ظهر بعد 48 ساعه ، بعدما قال احد ما للطبيب ان نتائج علاج المريض كانت سيئة جداً و هو يقرر ان يدخل للسجلات و يحاول تفسير و تبرير طريقه العلاج التي اتبعت مع المريض او اذا كانت حالات فيها السجلات الطبيه قد “عُدّلت/صُلّحت” بعد تقديم دعوى، فمن الواضح للجميع ان الحديث يدور عن تزييف و إضافات غير مشروعه إطلاقاً.
محامي، و هو طبيب أيضاً، يعرف ، عند قراءه مدونه طيبه للمريض ، ماذا يجب ان يجد فيها ، ويمكنه ان يوازي بين الأمور و ان يكتشف زيادات و إضافات لاحقه و تزييفات . على سبيل المثال هو يعرف انه عندما يصل لطبيب العائلة شخص في الستون من عمره يشكو من آلام ضاغطه في الصدر يجب على طبيب العائلة ان يشك في احتمال نوبه قلبيه ، ان يفحصه فحص جسدي و ان يرسله الى فحص אק”ג (تخطيط القلب). وايضا ان يأخذ منه عيّنه لإنزيمات القلب كي ينفي احتمال نوبة قلبيه.
لذا، في حالة ان هذا الشخص يصل الى المحامي و يروي له ان طبيب العائلة اخبره انه لا شيء لديه و ارسله الى البيت بدون اي فحص، بينما في السجل الطبي تظهر ملاحظات الطبيب ، تبدو انها أضيفت لاحقاً، تشير الى ان الطبيب فحص هذا الشخص ، و ان لم تظهر فحوصات اخرى كان يجب اجراؤها بحسب معاير معينه ، اذاً من الواضح ان هذه الملاحظة أضيفت لاحقاً وان هذا الشخص أبدا لم يفحصه طبيب العائلة .
حاله تزييف نادره جداً لسجل طبي وجهناها عبر السنين، كانت لشابه صغيره السن ارادت القيام بعمليه جراحيه لتكبير الثدي. الجرّاح اجرى لها عمليه ادخل لها فيها حشوه و العملية لم تنجح و كانت بحاجه للتصحيح، التصحيح يمكن ان ينفذ فقط بعد مرور 6 أشهر من العملية الأصلية ، حيث تعطى فرصه للأنسجة للالتئام و الشفاء ، وإلا فانهم قابلون للتفتت و غير قادرات على تحمل عمليه التصحيح . للأسف الشديد، قرر الجراح اجراء العملية للفتاه فقط بعد 4 أشهر على مرور العملية وعدم الانتظار لسته أشهر وطبعاً لم تنجح العملية و تطلب الامر عده عمليات إضافية للتصحيح، حتى وصلت الفتاه الى وضع جداً غير مستساغ، حيث سقطت الحشوة في حوض الاستحمام عند استحمامها. قدّمنا دعوى إهمال طبي بالاستناد الى السجل الطبي التي جمعته الفتاه من الجراح فوراً بعد وقوع الحدث. بعد تقديم الدعوى، استلمنا من الجراح الملف الطبي وفوجئنا عندما اكتشفنا إضافات متنوعة أضافها الجراح لاحقاً, فمثلا كتب الجراح في المدوّنه ان سبب عدم انتظاره 6 أشهر المتعارف عليهم كان زوج الفتاه الذي ضغط عليه و هدده مطالباً إياه بأن يجري لها العملية التصحيحية فوراً. بالطبع، عندما فهم الجراح وفهمت المحكمه بأن بأيدينا المدوّنه الطبية الأصلية (قبل الإضافات) انتهى الملف بقبول الدعوى و بتعويض باهظ للمدعيّه.