د.داڤيد شريم , طبيب ومحامي, مختص في دعاوى الاهمال الطبّي
الأولاد هم بشكل عام شريحه سكانيه بصحّه جيده, انما ايضاّ هم يعانون من المرض, الذي يختلف احياناً عن البالغين والذي يجب تشخيصه.
لا يمكن ان نُسكت الاهل بأقوال سمعناها على لسان الأطباء: هذا مجرد فيروس , هو يتظاهر بالمرض, هو يحاول ان بتهرّب من المدرسة, او انتم (الاهل) تبالغون وهستيريون, انما يجب فحص الولد فحصاّ شاملاً, وبالذات في حالات يكون فيها الولد صغيراً جداً لا يعرف التكلُّم وغير قادر على التّعاون في تزويد الطبيب بتفاصيل عن أوجاعه او ما يشعر به.
يجب ان نفهم ان عند الأولاد ,وبالذات صغار السّن منهم , الذي لا يعرفون التكلُّم و/أو غير قادرين على وصف آلامهم و/ أو التّفاعل مع طبيب, من المهم جداً ان نقرأ إشارات الإنذار التي تظهر عندهم وان نُصغي جيداً للأهل لانهم يعرفون طفلهم اكثر من احد اخر ومن ضمنهم الطبيب, وهم الذين يستطيعون ملاحظة تغيير في السلوك.
عند عدم الاصغاء للأهل, عند عدم القيام بفحص جدّي وعند تفويت معطيات كان يمكن الحصول عليها من مجرد فحص سطحي وكان يجب التعامل معها, يدور الحديث عن اهمال طبي.
على الأطباء ان يتذكّروا, عندما يقوم الاهل بأخذ ابنهم الى غرفة الطوارئ او الى فحص عند الطبيب فهم يكونوا قلقين جداً, اكثر مما لو كانوا قلقين لمشكله تخصُّهم. احياناً, عندما يكون الطبيب تحت طائل الضغط و/أو عندما لا يكون صبوراً ومصغياً للأهل و/أو عندما يقول جمله لم يفهمها الاهل أو اساؤوا فهمها, يشعر الاهل بالأهانه ويبدأ بينهم-الطبيب والأهل- صراع الكبرياء وينسوا امر الولد.ا
لجميع غاضب, يسرّح الطبيب الولد بدون فحص جدّي وبدون علاج مناسب, تتدهور حالة الولد, وهذه حالات تتطابق ودعاوى الإهمال الطبي.
دعاوى الأولاد تدار بنفس الطريقة البالغين, انما هنالك فرقين رئيسيين: الأول, المدّعي هو ليس الولد انما اهله الذي يكونون بالنسبه له اوصياء, ومن الضروري موازاة قصتهم/ روايتهم عمّا حدث مع السجلات الطبيه للولد لان ليس كل المعلومات الطبيه موجوده فيهم, والثاني , دعاوى أولاد يمكن ان تقدّم حتى بلوغ الولد سن 25(ما عدا دعاوى اهمال خلال الحمل يمكن تقديمهم حتى بلوغ سن 7 سنوات فقط).
امثله لحالات لاهمال طبي بأولاد ترافعنا فيها:
1) ولد يشكو من اوجاع بطن, أخذوه اهله الى غرفة الطوارئ سُرِّح منها مع حبوب ضد الآلام, يعود في الغداة وايضاً يُسرَّح الى البيت, وبعد يومين تنفجر الزائده الدوديه في بطنه, وبدلاً من عملية زائده بسيطه تتحوّل الى عمليه جراحيه طارئه معقّده بسبب القيح (العَمَلْ) الذي تناثر في بطن الولد.
2) حاله أخرى, ولد يشكو من الآم حاده في البطن السفلي, يصل الى طبيب, لا يفحصه كاللازم, وبعد يومين يتضح انه يعاني من خصيه ملويّه, وفي هذه المرحله كان على الأطباء استئصالها, في الوقت الذي لو كان الطبيب قد فحص في الوقت المناسب كان سيقوِّم الخصيه ولا من ضرر كان سيلحق بالولد.
3) حالة لطفل خديج ولد مع وعاء دموي ما لم يلتئم قبل الولاده كما كان يجب ان يلتئم بشكل طبيعي, وكانت هنالك حاجه لان يُغلق/ يُلئَم بصوره يدويّه بواسطة عمليه جراحيه, وجرّاحاً ليس بجرّاح أطفال مختص وليس على داريه كما يجب بالمبنى الدقيق عند الأطفال وخاصه الخدَّج, قرر ان يُجري هو العمليه الجراحيه واغلق الوعاء الدموي بصوره غير صحيحه واوصله الى المكان غير الصحيح, وللأسف توفي الرضيع نتيجة لعمليه جراحيه واهمال طبي.